رئيس الاتحاد الوطني لحماية المستهلك:

الحذر من الهلع والانسياق وراء إشاعات هدفها الربح  

فتيحة كلواز

وعي المستهلك ضروري لمواجهة الندرة ونفاد المواد الغذائية

 طالب رئيس الاتحاد الوطني لحماية المستهلك محفوظ حرزلي المواطن الجزائري بالتحلي بالوعي الكافي لتجاوز المرحلة الظرفية التي تعيشها الجزائر بسبب فيروس كورونا بعد انتشار حالة من الهلع وسط المواطنين تسببت في اقتناء جنوني للمواد الاستهلاكية لتخزينها، مؤكدا في ذات السياق أن الأولى اتباع الطرق الوقائية الصحية لمنع انتشاره خاصة وأن الوضع لم يصل مرحلة حرجة في التعامل مع هذا الوباء العالمي.
وصف محفوظ حرزلي حالة الهلع التي أصابت المستهلك بغير المنطقي والبعيــــد عن الوعي الذي يجب أن يتحلى به المواطن بغية مواجهة ما تعيشه البلاد بسبب فيروس كورونا، خاصة وأننا لم نصل إلى الخانة الحمراء كما هو معمول به في أوروبا التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية منطقة موبوءة، مشيرا إلى أن المستهلك وقع في فخ الإشاعة التي تلاعبت بأولوياته الاستهلاكية وجعلته يهرع إلى المراكز التجارية لاقتناء مواد غذائية لتخزينها كالعجائن، الأرز، القهوة، الزيت ومواد أخرى خوفا من نفادها في السوق.
وأكد في ذات السياق، أن بعض التجار تلاعبوا بالمستهلك من خلال إستغلال هذه الإشاعة التي روجت لندرة بعض المواد الأساسية في السوق مع رفع أسعار بعض المواد ما يعكس سلوكا لا يمت بصلة لحس المواطنة لدى التاجر، رغم أن الملاحظ في أسواق الجملة عكس ذلك تماما فالمواد الاستهلاكية متوفرة ولا خوف من ندرتها أو نفادها، لذلك وجب على المستهلك أن لا يكون فريسة سهلة لإشاعات يطلقها تجار ليس لهم ضمير مهني أو إنساني.
من جهة أخرى، قال حرزلي بضرورة تحلي المستهلك بحس المواطنة فإن امتلك هو المال لشراء كل تلك الكمية من المواد الغذائية فإن أغلب المواطنين عاجزون، لذلك فإن سلوكه سيكون سببا في خلق الندرة والنفاد، ومنه يجب الشعور بمعاناة الآخرين، بالإضافة إلى ذلك أكد على ضرورة امتلاك المواطن الجزائري ثقافة استهلاكية سليمة، متسائلا ألم يفكر في وضعه عند تجاوز هذه المرحلة عند القضاء على الوباء؟ ماذا سيفعل بكل تلك المواد المخزنة التي ستفسد لا محالة؟.
في السياق نفسه، أشار حرزلي إلى أنه أصبح من الضروري أن يكون المواطن مستهلكا مستداما يحافظ على القدرة الشرائية للمواطن ويحافظ على سلوكيات التسوق ويحافظ أيضا على الاقتصاد الوطني ومن خلاله على الخزينة العمومية حتى لا يستدعي وضع إجراءات استعجالية أخرى وهي عبء إضافي على الاقتصاد، لذلك عليه التحلي بالوعي والمسؤولية من خلال اقتناء ما يحتاج إليه فقط، داعيا في نفس الوقت إلى العقلانية في شرائه للمواد الغذائية.
ولاحظ أنه كان الأجدر أن يصاب الجزائري بحالة من الهلع لاتباع السلوكيات الوقائية لمنع انتشار الوباء لأنها أهم خطوة للحد من آثاره الكارثية التي تلاحظ في إيطاليا والصين، فمن خلال تغيير السلوك اليومي التي نصح المختصون بتفاديها للحد من تنامي انتشاره لن نكون بحاجة إلى التفكير بتخزين المواد الغذائية الاساسية لأن الجزائر لم تصل بعد مرحلة الخطر، فالخاسر الأكبر عند نفادها من المحلات هو المواطن.
واعتبر أن ما يتطلبه الوضع الراهن تحلي المواطن بالوعي بامتلاكه ثقافة صحية واستهلاكية تمكنانه من تجاوز الظرف الصحي وكذا لمنع الاحتكار، ولعل الأهم ألا يساوي بين الوضع الموجود في أوربا وما هو موجود في الجزائر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19478

العدد 19478

الجمعة 24 ماي 2024
العدد 19477

العدد 19477

الأربعاء 22 ماي 2024
العدد 19476

العدد 19476

الأربعاء 22 ماي 2024
العدد 19475

العدد 19475

الإثنين 20 ماي 2024